زوارنا ألكرام من خلال هذا المقال سوف نعرض لكم الموضوعات التالية وهي:
أولاً : تعريف الإبداع.
ثانياً : الإتجاهات النظرية المفسرة للإبداع.
ثالثاً : التفكير الإبداعي.
رابعاً : مهارات التفكير الإبداعي.
خامساً : خصائص المفكر المبدع.
سادساً : تعليم التفكير الإبداعي.
سابعاً : مستويات التفكير الإبداعي.
المقدمه؟
يعد الإبداع من الموضوعات المعقدة التي تشكل بؤرة إهتمام العديد من علماء النفس المعرفيين والطفولة والنمو، وكل من له صلة وثيقة بالنظام المعرفي الذهني للفرد المتعلم، حيث قدموا إسهامات واضحة حول العمليات الذهنية الإبداعية، والكيفية التي يتعلم بها الأفراد الإبداع وطرق تعليمه وتطويره وتنميته، والمراحل الذهنية الخاصة بالعملية الإبداعية، وبالتالي كيفية تكييف تدريسنا مع الإبداع لدى الطلبة، ومن كافة المراحل التعليمية.
أولاً : تعريف الابداع؟
ظهرت تعريفات متعددة للإبداع ومنها ما أورده تورانس: من أن الإبداع هو عملية يصبح فيها الفرد المتعلم حساساً للمشكلات، ويواجه النقص والثغرات في المعلومات والعناصر المفقودة فجوات المعرفة، فيحددها ويبحث عن الحلول، ويقوم بالتخمينات، ويصوغ الفرضيات ويميزها، ويعيد إختبارها، ثم يقدم نتائجه بالصيغة النهائية.
وهناك من ينظر إلى الإبداع على أنه استعداد ذهني لدى الفرد هيأته بيئته لأن ينتج شيئاً جديداً غير معروف سلفاً كتلبية متطلبات الواقع الاجتماعي، وليس بالضرورة أن يقود دائماً إلى إنتاج شيء يمكن ملاحظته بالنظر كأفكار الفرد مثلاً.
ويعرفه كورت بأنه القدرة على إنتاج الأفكار الاصيلة والحلول باستخدام التخيلات والتصورات مثلما يشير إلى القدرة على اكتشاف ما هو جديد واعطاء المعاني للأفكار، وتؤكد هذه الفكرة السرور 2002 فهي تفهم الإبداع على أنه القدرة على إيجاد وتطوير ارتباطات وعلاقات جديدة غير متوقعة، وتطوير معاني جديدة.
ويعرف الإبداع على أنه مجموعة من المهارات والقدرات المعقدة، والتي تتضمن القدرة على العمل باستقلالية، والفضولية والتفكير غير التقليدي، والانفتاح على الخبرة الجديدة.
ويعرف الإبداع أيضاً بأنه ظاهرة معقدة متعددة الوجوه أكثر من كونها مفهوماً نظرياً محدد التعريف والإبداع هو الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية التي تقود إلى تحقيق انتاج جديد وأصيل وذي قيمة من قبل الفرد أو الجماعة، كما أنه النشاط أو العملية الذهنية التي تقود إلى إنتاج يتصف بالجدة والأصالة والقيمة.
ثانياً : الإتجاهات النظرية المفسرة للإبداع؟
طور المهتمون والدارسون في مجال الإبداع عدداً من وجهات النظر التي تصلح لتفسير الجوانب المختلفة لهذه العملية إلا أن النظرية الشاملة التي تستطيع تفسير الإبداع هي النظرية المعرفية فقط، ومن هذه التوجهات والتصورات النظرية يمكن جمعها تحت أربعة إتجاهات رئيسية وهي:
1- اتجاه التحليل النفسي: يؤكد أصحاب هذا الإتجاه على دور المحتويات اللاشعورية الدوافع التي تقع خارج مجال وعي الفرد في العملية الإبداعية، وفي نظر فرويد فإن الإبداع لا يختلف كثيراً في أساسه عن الاضطراب النفسي، ويفسره الإعلاء والتسامي، فالإبداع تعبير عن حيل دفاعية تسمى بالإعلاء.
ويشير إتجاه التحليل النفسي إلى وجود نوعين من التفكير وهما
العمليات الأولية للتفكير: ويتعلق هذا النمط من التفكير بالأحلام والأفكار الفطرية والتداعي الحر والخيالات والتخيلات والأوهام الناتجة بفعل التأملات الباطنية، وسميت بهذا الاسم لأنها عادة ما تظهر زوالاً في تصورنا الذهني، وتمثل المادة الخام التي يقوم عليها اللاشعور.
العمليات الثانوية للتفكير: وتشكل عمليات ذهنية تعتمد على المنطق والتحليل وترتبط بالواقع، وعادة ما ترتبط العمليات الإبداعية بظاهرة نفسية تسمى النكوص في خدمة الذات، أي أن الأفكار الإبداعية تنبع من قدرة الشخص على النكوص والعودة إلى الوراء لأفكاره الأولية البدائية، مما يترك للعمليات الثانوية للتفكير القيام فيما بعد بتطوير الفكرة وتحقيقها أو على أرض الواقع.
2- الإتجاه السلوكي: يرى الإتجاه السلوكي من وجهة نظر سكنر أن هنالك تفاعل بين عاملي الوراثة والبيئة في حدوث الإبداع، فإذا ما دعمت الوراثة والبيئة هذا الطفل، فإنه يتمكن من تأدية أعمال معينة في البيئة، كما أن التعزيز المناسب لهذه الأعمال يوفر الفرص الكافية لظهور الإبداع. ويضيف أنه لا يوجد شيء اسمه إبداع، إذ أن الأفعال والتصرفات محكومة بنتائجها، فإذا لاقت التعزيز فقد يحدث الإبداع، واذا تعرضت للعقاب أو لم يحدث التعزيز المناسب، فإن السلوك الإبداعي سوف ينطفئ منذ ولادته.
ويفترض الإتجاه السلوكي من وجهة نظر أن الأفراد مبدعون بسبب نظام المكافآت والحوافز التي يحصلون عليها من أعمالهم الإبداعية، وهذا ما يسميه التعزيز الإيجابي، وعليه فإن التفكير الإبداعي هو ذلك النمط من التفكير الذي يلقى التعزيز أو الإثابة، مما يؤدي إلى إمكانية استمراره. أما إذا لم يتبعه التعزيز المناسب فإنه يصبح تفكيراً غير مرغوب فيه، ويبدأ في التضاؤل حتى يزول.
3- الإتجاه الإنساني: يرى أصحاب هذا الإتجاه ومنهم ماسلو أن الأفراد جميعاً لديهم القدرة على الإبداع، وأن تحقيق هذه القدرة الذهنية يعتمد على المناخ الاجتماعي الذي يعيشون فيه، فإن كان المجتمع حراً وخالياً من الضغوط وعوامل الكف التي تدفع إلى المسايرة، فإن ما لدى الفرد من طاقات إبداعية ستزدهر وتتفتح وتحقق وفي هذا تحقيق لذاته، أي أن تحقيق طاقات الفرد الإبداعية تحقيق لذاته، أو وصوله إلى مستوى مناسب من الصحة النفسية السليمة، كما أن اختلاف الأفراد في الإبداع ما هو إلا اختلاف في الدرجة.
ويميز ماسلو بين الشخص المبدع المحقق لذاته والشخص المبدع ذي الموهبة الخاصة فهو يفهم أن الشخص المبدع المحقق لذاته يعيش العالم الحقيقي من الطبيعة أكثر من أولئك الذين يعيشون عالم النظريات والمجردات، كما أن المبدعين أكثر تعبيراً عن أنفسهم من الأفراد العاديين، وأكثر طبيعية في تصرفاتهم، وأكثر مقدرة في التعبير عن أفكارهم، فهو يعتقد أن تحقيق الذات الإبداعية ينبع من الشخصية، ويظهر في المسائل الحياتية العادية ويخلص إلى القول بأن احتمالية الإبداع المحقق لذاته موجودة لدى كل فرد.
أما فهما يفترضا أنه لا بد من وجود شيء يمكن ملاحظته أي إنتاج للإبداع، ولا بد أن يكون هذا الإنتاج أصيلاً، فهو يُعرف العملية الإبداعية على أنها ظهور إنتاج أصيل ينمو من فردية الفرد والمواد والأحداث وظروف الحياة.
4- الإتجاه المعرفي: يلاحظ من قراءة الأدب النفسي والتربوي أن هناك عدة إتجاهات في علم النفس المعرفي حاولت تفسير هذه الظاهرة، وتركزت في معظمها على الإتجاهين.
1- الإتجاه الأول: ويؤكد على أهمية التفاعل بين الجانب الوراثي مع المستوى المعرفي الذي يمتلكه الفرد، وأن القدرات الذهنية التي تحددها مقاييس الذكاء تدل على مظاهر الإبداع. وبالتالي فإن تحديد هذه الظاهرة يستند إلى مقاييس الذكاء.
2- الإتجاه الثاني: ويؤكد على أهمية البيئة في زيادة فاعلية الذكاء والتفكير والمستوى المعرفي لدى الطلبة، حيث أن إثراء البيئة بالمثيرات المادية والتدريب المستمر على التفكير المنطقي يوفر الفرص المناسبة لزيادة مستوى النمو المعرفي، وتشكيل السلوك الإبداعي لديهم، وتركز اهتمام علماء النفس المعرفيين على العمليات الذهنية ودور وظائف الدماغ.
ثالثاً : التفكير الإبداعي؟
يعد التفكير الإبداعي نمطاً من أنماط التفكير التي منها التفكير الناقد والتفكير التأملي والتفكير عالي الرتبة على إعتبار أن التفكير هو عملية ونشاط ذهني يحدث طوال حياة الإنسان، كما يعد من أرقى أنماط التفكير، ويتطلب قدرات ذهنية عالية الكفاءة والفعالية خاصة في إيجاد الحلول والأفكار غير العادية.
وظهرت تعريفات متعددة للتفكير الإبداعي منها:
1- يعرف على أنه التفكير المتشعب الذي يتضمن تحطيم وتقسيم الأفكار القديمة، وعمل روابط جديدة، وتوسيع حدود المعرفة، وإدخال الأفكار العجيبة والمدهشة، أي توليد أفكار ونواتج جديدة من خلال التفاعل الذهني، وزيادة المسافة المفاهيمية بين الفرد وما يكتسبه من خبرات.
2- يعرف بأنه عملية ذهنية يتم فيها توليد وتعديل الأفكار من خبرة معرفية سابقة وموجودة لدى الفرد، فلا يمكن تكوين حلول جديدة للمشكلات، إذا لم يكن لدى الفرد خبرة معرفية سابقة، كما يشير إلى القدرة على تكوين أفكار جديدة باستخدام عمليات عقلية أهمها التصور والتخيل.
3- يعرف التفكير الإبداعي على أنه عملية ذهنية تهدف إلى تجميع الحقائق ورؤية المواد والخبرات والمعلومات في أبنية وتراكيب جديدة لإضاءة الحل.
4- ويعرف أيضاً بأنه محاولة البحث عن طرق غير مألوفة لحل مشكلة جديدة أو قديمة ويتطلب ذلك طلاقة الفكر ومرونته.
5- التفكير الإبداعي أنه قدرة عقلية فردية، وذات مراحل متعددة ينتج عنها فكر أو عمل جديد يتميز بأكبر قدر من الطلاقة والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات، فهو يتضمن القدرة على تكوين تنظيمات وأبنية جديدة للأفكار والمواقف.
6- ويعرف على أنه نمط تفكيري، حساس للمعايير، ومتجاوز للذات مفعل للذات ومحكوم بالسياق، واستدلالي، وقد يكون تأملياً أو غير تأملي.
7- ويعرف التفكير الإبداعي على أنه من مكونات صيغ التفكير عالي الرتبة، باعتباره يمثل مهارة تفكير عالية الرتبة، ويتطلب مصادر معرفية متعددة في حالة التعامل مع المهمة الصعبة، بحيث يكون هناك إمكانية عالية نحو الفشل.
8- التفكير الإبداعي هو نمط تفكيري مكون من عنصرين هما
أ. التفكير المتقارب: الذي يتضمن إنتاج معلومات صحيحة ومحددة تحديداً مسبقاً، أو متفق عليها، حيث تتدنى الحرية في هذا النشاط الذهني.
ب. التفكير التباعدي: هو يستخدم لتوليد وإنتاج واستلهام الأفكار المختلفة والمعلومات الجديدة من معلومات أو مشاهدات معطاة، أي إنتاج أشياء جديدة اعتماداً على خبراتهم المعرفية.
9- ويعرف على أنه عملية بين شخصية، وضمن الشخصية التي بواسطتها تتطور النواتج الأصيلة ذات النوعية المتميزة والمهمة.
ويفهم التفكير الإبداعي على أنه تفكير متشعب يتصف بالأصالة، وعادة ما ينتهك مبادئ موجودة ومقبولة. ولا يتحدد بالقواعد المنطقية، ولا يمكن التنبؤ بنتائجه، لأن ما يتم اكتشافه في حالة الاختراق الإبداعي شي جديد وأصيل ويتطلب وجود مجموعة من الميول والاستعدادات لدى الفرد.
رابعاً : مهارات التفكير الإبداعي؟
على الرغم من اختلاف الباحثين والدارسين في مجال الإبداع والتفكير الإبداعي، إلا أن غالبيتهم يتفقون على أنه يشمل ثلاث مهارات رئيسة، كما أن مراجعة لأكثر إختبارات التفكير الإبداعي شيوعاً، وهي إختبارات تورانس، وإختبارات جيلفورد تؤكد على هذه المهارات التفكيرية الثلاثة، علماً بأن هنالك مهارات أخرى لهذا النمط من التفكير وفيما يلي بيان ذلك.
1- الطلاقة: وهي القدرة على إنتاج أو توليد عدد كبير من الأفكار الجيدة والصحيحة لمسألة أو مشكلة ما نهايتها حرة ومفتوحة مثلما تشير إلى القدرة على استخدام مخزوننا المعرفي عندما نحتاجه، فهي تتضمن تعدد الأفكار التي يتم استدعاؤها، أو السرعة التي يتم بها استدعاء استخدامات لأشياء محددة، وسهولة الأفكار وتدفقها وسهولة توليدها. وبالتالي فإن الطلاقة تمثل الجانب الكمي للإبداع، ويمكن قياس مهارة الطلاقة بالأدوات التالية
1. سرعة التفكير باعطاء كلمات ضمن تنسيق أو نمط معين.
2. تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة.
3. اعطاء عدد من الكلمات ترتبط بكلمة واحدة
4. استخدام الكلمات في أكبر عدد ممكن من الجمل أو العبارات ذات المعنى.
كما تأخذ الطلاقة عدة صور وفيما يلي بيان لهذه الصور مع أمثلة عليها:
١. الطلاقة اللفظية وطلاقة الكلمات: وتعني قدرة المتعلم على توليد أكبر عدد من الكلمات أو الألفاظ أو المعاني وفق محددات معينة، ومن الأمثلة:
- اكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف ص، وتنتهي بحرف ع. اذكر أكبر عدد ممكن من الكلمات أو الجمل التي يمكن أن تكون وصفاً ليوم ممطر.
- اعط أكبر عدد ممكن من الكلمات المكونة من أربعة أحرف، وتبدأ بحرف ج.
- اكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تضم الأحرف الثلاثة التالية: ك، أ، ن.
٢. طلاقة المعاني أو الطلاقة الفكرية: وتعني قدرة المتعلم على تقديم أكبر عدد ممكن من الأفكار اعتماداً على شروط معينة في زمن محدد. ومن الأمثلة:
- اذكر جميع النتائج المترتبة على زيادة عدد سكان مصر بمقدار الضعفين.
- اكتب أكبر عدد ممكن من النتائج المترتبة على زيادة ساعات البث التلفزيوني.
- اذكر جميع الاستخدامات التي يمكن أن تستخدم فيها الجريدة اليومية.